في الرابع من آب 2020، كان إلياس خوري، البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، في شقة عائلته في مار مخايل عندما نظر من نافذته ورأى حريقًا في مرفأ بيروت. ذهب لإبلاغ والدته ميراي التي كانت مستلقية على سريرها تعمل على كمبيوترها المحمول. انضمّت شقيقته نور إليهما ووقف الثلاثة قرب النافذة ينظرون إلى الحريق الذي بدا لونه غريبًا.
طلبت ميراي من ولديها الابتعاد عن النوافذ. فذهب إلياس إلى غرفته لتصوير الحريق.
عند السادسة وسبع دقائق، خرجت ميراي من غرفة نومها وتبعتها نور قبل أن يهزّ انفجار مزدوج العاصمة. فقدت ميراي وعيها لتستيقظ بعد بضع دقائق وتجد نفسها على الأرض وسط الدمار ومغطاة بالدماء. خرجت من باب شقتها المدمرة فرأت إلياس ملقى على الأرض بجانب الدرج وشقيقها جورج يقف بجانبه. اتصلت بزوجها بسام فأخبرها أنه في طريقه إلى المنزل. عندما وصل بعد بضع دقائق، صعد الدرج وحمل إلياس وأخرجه إلى الشارع. مرّ رجل بسيارته أمامهما فعرض على بسام المساعدة.
نزلت نور الدرج وكانت مغطاة بالدماء. عرض عليها رجل أن يقلّها على دراجته النارية.
نظرت ميراي حولها. كانت في الشقة بمفردها. الباب الرئيسي مكسور. نزلت الدرج ووجدت رجلًا أقلّها أيضًا على دراجته النارية. كانت تشعر بالألم في جميع أنحاء جسدها. أوصلها إلى مستشفى رزق في الأشرفية. استخدمت هاتف شخص هناك للاتصال بجورج وإخباره بمكان وجودها قبل دخولها غرفة العمليات.
أُدخل إلياس إلى مستشفى أوتيل ديو ونُقل على الفور إلى غرفة العمليات. كان لديه كسر في الجمجمة فقد سقط عليه جداران، وتعاون عدة أشخاص مع جورج لانتشاله من تحت الركام. نقل إلياس لاحقًا إلى العناية المركّزة وكان في غيبوبة.
أما نور فذهبت مع جورج إلى مستشفى خارج العاصمة حيث أمضت الليلة قبل نقلها إلى مستشفى أوتيل ديو في اليوم التالي. كانت إصاباتها بليغة. وبقيت ميراي بمفردها في مستشفى رزق بعد أن مُنعت من الحركة لإصابتها بكسر في ظهرها، فيما لازم بسّام ابنه.
بعد أسبوعين، غادرت ميراي المستشفى وتوجهت مباشرة لرؤية إلياس. كان لا يزال في العناية المركزة وحالته لم تتحسّن.
في صباح 18 آب، تلقى بسام اتصالًا من المستشفى. كان ضغط إلياس قد انخفض كثيرًا فأخبر الأطباء العائلة أنّ الأمر انتهى. “قالولنا خلص..” تقول ميراي.
أُقيمت مراسم الدفن في 20 آب.
“ألّف إلياس أغنيتي راب مع صديقه خلال فترة كورونا. كانت لديه أحلام كبيرة. ولكنه أبكر في الرحيل”، تختم ميراي.