في الرابع من آب 2020، كان عصام عطا يتناول طعام الغداء مع شقيقه عبدو وصديقهما شادي أبي شقرا في منزل عبدو. يعيش الشقيقان في الأشرفية في مبنى من ثلاث طبقات تملكه عائلتهما مشيّد في العام 1886. قبل سنوات، جدد عصام الطابق الأرضي ليعيش فيه بينما استمرّ عبدو في السكن في منزل العائلة في الطابق الأول حيث ترعرع مع أخيه عصام وأخته التوأم هيلين التي تعيش مع عائلتها في الطابق الثاني. بعد الغداء نزل عصام إلى شقته ليرتاح.
في أول المساء، سمع عصام أصوات انفجارات قريبة تبعها انفجار كبير.
عند السادسة وسبع دقائق، سمع عصام شادي وهو أبكم وأصمّ يصرخ من الشرفة العليا. خرج عصام مسرعًا من شقته متجّهًا نحو شقة عبدو حين شعر بضغط شديد وهدير يصمّ الآذان لانفجار ثان هزّ المبنى.
بعد دقائق استيقظ عصام على الأرض وكان مغطّى بالغبار والركام. لم يستطع تحريك رجله فالمبنى كله انهار وكانت قدمه عالقة تحت الركام. شعر بضوء يتسرّب من فتحة تعلوه. حاول أن يفهم ما الذي حصل قبل أن يسمع صوتًا قريبًا ويبدأ بالصراخ طالبًا النجدة.
بعد بضع ساعات وصل فريق الإنقاذ. سأل عصام أوّلًا عن عبدو وشادي، فأخبروه أنهما بأمان في مستشفى قريب يتلقيان العلاج.
عند الساعة 11 و19 دقيقة صباح الخامس من آب، تم تحرير قدم عصام واستطاع المنقذون انتشاله من المبنى المدمّر ونقلوه مباشرة إلى مستشفى قريبة حيث أجريت عملية لقدمه المصابة.
بعد يومين، علم عصام أنّه عند وصول فريق الإنقاذ إلى المبنى بعد ساعات من الانفجار، كان عبدو وشادي قد فارقا الحياة.
دفن عبدو يوم الأحد أي بعد خمسة أيام من مقتله.
بعد أشهر من الانفجار، سافر عصام إلى الولايات المتحدة لإجراء عملية ثانية في قدمه. ورغم ذلك لا يزال يعاني من الألم والخدر فيها.
اليوم، وبعد ثلاث سنوات من التفجير، لا يزال مبنى العائلة مسوّى بالأرض. ورغم ذلك يزوره عصام في العطل: “هناك مرتع طفولتي. لا يفهم الناس الذكريات التي لديّ هناك. عبدو لا يزال هناك. أشعر بروح عبدو في المنزل. الجميع لا يزالون هناك: أبي، أمي، أنا، عبدو، هيلين، أصدقائي.. لا نزال جميعًا في المنزل.. ذواتنا العليا لا تزال هناك.. أرواحنا لا تزال في المنزل”.