في الرابع من آب 2020، كان عيد ميلاد أميرة. وكانت تخطط للاحتفال به مساء مع زوجها فراس الدحويش في منزلهما في فرن الشباك. كانت ستعدّ العشاء وهو سيجلب قالب الحلوى بعد انتهاء عمله في دار للمعارض الفنية في الحمرا.
عند السادسة إلّا عشر دقائق، بعث فراس رسالة إلى أميرة يخبرها أنّه غادر العمل. قاد دراجته النارية باتجاه محل الحلويّات وعند السادسة بعث لها صورة لقالب الحلوى الأخير في المحل. وبعد دقيقة ردّت عليه: “أوك، حبيبي” قبل أن تتلقّى اتصالًا من شقيقها.
عند السادسة وسبع دقائق، هزّ انفجار كبير الشقة. وعلى الجانب الآخر من الخط، سمعت شقيقها يصرخ مع سقوط الحجارة على سيارته. هرعت إلى الشرفة. فرأت دخانًا زهريًا كثيفًا يتصاعد من وراء الأبنية. فجأة انقبض صدرها وبدأت تصرخ “زوجي! زوجي!”
اتصلت أميرة بفراس مرات عديدة بلا جدوى. وطلبت من أصدقائها الاتصال به أيضًا. وأخيرًا ردّ شخص على هاتفه وأخبرها أنّه مصاب بجرح بسيط في قدمه وأنه يعالج في المستشفى.
تنفّست أميرة الصعداء وجلست على الأريكة وهي تشاهد الأخبار منتظرة فراس ليعود إلى المنزل بينما كانت ميرا ابنتهما تلهو إلى جانبها.
عن العاشرة، ازداد قلق أميرة مع تأخّر فراس في العودة. حينها فقط اتصل أحد الأصدقاء ليطلب منها المجيء إلى المستشفى حيث فراس. في غرفته، رأت أميرة رفاقه يقفون من حوله وهم يبكون بينما كان هو فاقدًا للوعي. صرخت أميرة، وبدأت تتوسّل إليه أن يستيقظ قبل أن تنهار أرضًا.
في اليوم التالي، استيقظ فراس وحرّك عينيه وتفاعل مع الأصوات.
بعد ثلاثة أيام، أخبر الأطباء أميرة أنّ فراس مصاب بكسر في الظهر وأنّه لا يستطيع أن يشعر برجليه. ففي الرابع من آب، بعد شرائه قالب الحلوى، وأثناء عودته إلى المنزل رأى حريقًا في المرفأ فتوقّف لتصويره حين هزّ انفجار هائل المدينة وسقطت قطعة معدنية من مبنى قريب واستقرّت في ظهره.
فجر الأحد 10 آب، عند الثالثة، استيقظت أميرة على اتصال من شقيقها يخبرها أنّ فراس يرغب في التحدث إليها. توجّهت أميرة إلى المستشفى وهناك خارج غرفته رأت أفراد عائلته يبكون قبل أن تخبرها شقيقته أنّ فراس قد أسلم الروح.
“حين مات، شعرت أنّ ظهري أنا الذي انكسر. كنت أتمنى لو لم يكن عيد ميلادي في 4 آب، لكان فراس عاد مباشرة إلى البيت”.