في الرابع من آب 2020، كانت سهى وزوجها جهاد في مستشفى الروم في الأشرفية مع ابنتهما جيما البالغة من العمر ست سنوات. تم تشخيص إصابة جيما بسرطان الغدد الليمفاوية في أواخر حزيران وكانت تخضع للعلاج الكيميائي. لتقليل خطر إصابتها بكوفيد-19، قرّرا البقاء معها طوال فترة العلاج البالغة أسبوعين بينما بقي ابنهما كارل مع خالته.
في أول المساء، أثناء مشاهدتهم مسلسلًا على نتفليكس على جهاز الآيباد، سمعوا دويّ انفجار. خرجت سهى من الغرفة لكي تتحرّى عمّا يحدث.
عند السادسة وسبع دقائق، عادت سهى إلى الغرفة من جديد وأغلقت الباب. خطت بضع خطوات قبل أن ترى المباني أمامها تنفجر، ” قبل ينفجر العالم في وجهي”، كما تقول. وأغمي عليها. وعندما فتحت عينيها، وجدت نفسها محاطة بالدمار. كانت جيما بأمان بجانبها. سمعت جهاد يتأوّه على الأرض، مغطّى بالدماء.
صرخت طلبًا للمساعدة من الممرضات. اتصلت بزوج أخت جهاد وطلبت منه المساعدة. أمسكت برأس جهاد لتهدئته فشعرت بكسر في جمجمته. في تلك اللحظة اتّصلت بها أختها فراحت تصرخ: “تدمّرت حياتي! زوجي ينزف على الأرض!”
وصل شقيق سهى، أنطوان، إلى المستشفى. وجدها وهي تحاول إخراج جهاد على كرسي متحرّك بمساعدة بعض الموظفين. وصلوا إلى الطابق الأرضي ثم خرجوا إلى الشارع، حيث أوقف أنطوان سيارة ووضع جهاد بداخلها وصعد معه. انطلقت السيارة في حين انتظرت سهى في الشارع سائقًا يعمل لدى أحد الأقارب ليقلّها مع جيما إلى منزلهما في منطقة أدما.
دار أنطوان على عدة مستشفيات قبل إدخال جهاد إلى مستشفى هارون في الزلقا ثم اتصل بسهى لإطلاعها على المستجدات. بعد وصول سهى إلى المنزل، أقلّتها شقيقة زوجها نضال مع جيما إلى مستشفى في جبيل إذ كانت جيما بحاجة إلى إكمال علاجها، في حين كانت سهى تحتاج إلى مساعدة طبية. عند وصولهنّ إلى المستشفى، حاولت سهى الاتصال بأنطوان غير أنّ هاتفه كان مغلقًا.
في وقت لاحق من ذلك المساء، وصلت شقيقة سهى وأصدقاؤها إلى المستشفى حيث جيما وسهى. ركعت نضال على الأرض أمامها. سألتها سهى: “لقد توفي شقيقك، صحيح؟” فأكدت نضال الخبر. كان جهاد قد توفي بين ذراعي أنطوان في السيارة. في المستشفى، حاول الأطباء إنعاشه لكن الأوان كان قد فات.
كان جهاد يعمل في نيجيريا، ولم يكن قد رأى عائلته منذ عيد الميلاد بسبب جائحة كورونا. في 4 تموز، تمكّن من العودة إلى لبنان لرؤيتهم.
في 4 آب، كان الأطباء قد أخبروا سهى وجهاد أنّه لا يزال لدى جيما يوم واحد أخير من العلاج. كان من المفترض أن يغادروا صباح اليوم التالي.
دُفن جهاد في مزيارة يوم 6 آب.